" ليست إلا مساحة خاصة .. أتذوق فيها ما أقرأ / ويرتل القلب كيفما تشتهى الروح . " نبراس

23 يوليو 2012

آيةٌ وتأمل ؛



 ( وعسى أنْ تكْرَهُوا شيئًا وهُوَ خَيرٌ لكم وعسى أن تُحِبُّوا شيئًا وهو شرٌّ لكم والله يعلمُ وأنت لا تعلمُونَ)


فى هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد ؛ فإن علم العبد أن المكروه قد يأتى بالمحبوب والمحبوب قد يأتى بالمكروه , لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرّة , ولم ييأس أن تأتيه المسرّة من جانب المضرّة , لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد وأوجب الله لذلك أموراً :-

1/ بداية حركة ونهاية فرقة

منها أنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه فى الإبتداء , لأن عواقبه كلها خيرات ومسرّات ولذات وأفراح , وإن كرهته نفسه فهو خير له وأنفع وكذلك لا شئ أضرّ عليه من ارتكاب النهى وإن هويته نفسه ومالت إليه .


2/ قمة اليقين

ومنها أنه لا يقترح على ربه و لا يختار عليه ولا يسأله ما ليس له به علم , فلا يختار على ربه شيئا بل يسأله حسن الإختيار له , وأن يرضيه بما يختار , فلا أنفع له من ذلك.

3/ رعاية

ومنها أنه إذا فوّض أمره إلى ربه ورضى بما يختار له , أمده فيما يختار له بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التى هى عرضة اختيار العبد لنفسه وأراه من حسن عواقب اختياره ما لم يكن ليصل إلى بعضه بما يختار هو لنفسه.



والنتيجة 
يريحه من الأفكار المتعبة فى أنواع الإختيارات ويفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التى يصعد منها فى عقبة وينزل فى أخرى , ومع هذا فلا خروج له عما قدّر عليه , فلو رضى باختيار الله أصابه القدر وهو محمود ومشكورٌ ملطوفٌ به فيه وإلا جرى عليه القدر وهو مذمومٌ غير ملطوفٍ به فيه لأنه مع اختياره لنفسه 

*ابن القيم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق